الشكوى إلى الله لا ترد
ضرب رجل زوجته على وجهها لسبب سخيف. فقالت له وهي تنازع البكاء: سأذهب لأشتكيك.
فرد عليها باعتداد: لن أسمح لك بالخروج من البيت.
قالت الزوجة بإصرار: أتظن أنك إن أوصدت الأبواب وأغلقت النوافذ، فإنك ستعجزني!
رد بتعجب: وماذا ستصنعين !
قالت: سأتصل .
قال: هواتفك معي؛ فاصنعي ما شئتِ .
قالت : سأشتكيك وسأتصل وسترى.
سخر الرجل منها وقال متحدياً: أرني أفضل ما لديكِ.
قالت: راقبني إذاً.
اتجهت الزوجة نحو الحمام ودخلتها. فظن أنها قد تهرب من نافذة الحمام، فجرى إلى الخارج وانتظر عند النافذة.
ولما لم يلحظ محاولة للخروج، عاد إلى الداخل ووقف عند الباب. وبعد مدة خرج ثانيةً قائلاً لنفسه: ربما تخرج الآن.
كرر هذا العمل عدة مرات ثم تعب، فوقف عند باب الحمام و طرقه بقوة قائلاً لزوجته: أقسم بالله إن فكرتِ بأن تقفزي من..
ولم يكمل كلامه، فقد سمع صوت الباب يفتح.
خرجت مبتلة الوجه بابتسامة كنقاء الماء الموجود على وجهها، رغم آثار الرضوض عليه بسبب الضرب. وقالت: سأشتكيك فقط للذي أقسمتَ للتو باسمه. فلا نوافذك ولا أبوابك ولا هواتفي التي حجبتها عني ستحجبني عنه. أبواب الله لا توصد.
سكت الرجل وانصرف عنها و جلس على الأريكة صامتاً يفكر .
ذهبت هي وصلّت وأطالت في السجود، وهو يراقبها. وعندما انتهت من صلاتها ورفعت يديها للدعاء، اتجه نحوها وأمسك بيديها قائلاً: أما كفاك سجودكِ؟
سكتت الزوجة ثم تأملت زوجها مبتسمة وقالت له بنبرة حانية: أوتراني سأكتفي بهذا بعدما فعلته بي؟
سكت وقال معتذراً: والله لقد كانت لحظة غضب لم أقصدها.
فأجابت: لهذا ابتعد عني فأنا لم أكتفِ بعد من الدعاء ….. لك، ومن الدعاء على الشيطان. لست غبية لأدعي على زوجي وقرة عيني.
هنا دمعت عينا الزوج وقبل يدي زوجته قائلاً: أنا الغبي .. أنا الغبي