التوبة
نحن ثلاثة أصدقاء. وكان صاحباي يسافران من حين لآخر إلى دول مجاورة للهو وشرب الخمور وارتكاب الفواحش.
وفي إحدى سفراتهم، ألح عليّ صاحباي كي أسافر معهم قائلين لي: أقبل على الدنيا وستجد المتعة والسرور. واستمرا بإغرائي بالسفر معهم حتى أقنعاني بالفكرة وقبلت.
أراد صاحباي السفر بالسيارة لأن الدولة المقصودة قريبة. فالسيارة تجعل التنقل أسهل وتزيد المتعة.
وقد انطلقنا بالسيارة وصاحباي يجلسان في مقدمة السيارة وأنا خلفهم. ولما اقتربنا من هذه الدولة أخذتني غفوة فنمت ورأيت حلماً تظهر فيه لوحة في الطريق مكتوب عليها “150 كيلو متر إلى جهنم”، فتنبهت مرعوباً، وسألت صاحباي وأنا بين الحلم واليقظة: هل رأيتما اللوحة التي كتب عليها 150” كيلو متر على جهنم”؟
فردّ صاحباي قائلين: أنت تعبان.. نم.
بعد قليل أخذتني غفوة ثانية وتكرر الحلم المزعج برؤية لوحة مكتوب عليها “100 كيلو متر إلى جهنم”. فاستيقظت من نومي قائلاً لصاحبيّ: يالله. ألم تريا اللوحة “100 كيلو متر إلى جهنم”؟ والله لا أسافر معكم.. أنزِلاني أنزِلاني.
وبالفعل فقد نزلت في الطريق واستمر صاحباي بالسير إلى وجهتهما. وبدأت أنظر يمنة ويسرى أنتظر سيارة أركب معها في طريق العودة.
وبعد دقائق أتت شاحنة كبيرة من الجهة التي سافر إليها صاحباي، فأوقفتها وركبت مع السائق
الذي كان يستغفر ربه دون توقف، ويقول (إنا لله وإنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله).
سألته: ما بك؟
قال سائق الشاحنة: رأيت في الطريق سيارة قد انقلبت اندلعت فيها النار وبها شابان احترقا داخلها.
فسألته عن لون السيارة وصفاتها، وإذا بها نفس السيارة التي كنت أركبها مع صاحبيّ.
“ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير”.