إقتنع فالقادم أفضل
كان أحمد رجلاً فقيراً يرعى أسرته المؤلفة من أمه وزوجته وأبنائه. وكان يعمل خادماً لدى أحد أصحاب الأعمال.
كان أحمد مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه. إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل، فقال سيده في نفسه:
– سأعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل. فهو بالتأكيد لم يغب إلا طمعاً في زيادة أجره، لأنه يعلم حاجتي إليه.
وبالفعل حين حضر أحمد في اليوم الثاني أعطاه أجره وزاد عليه الدينار.
لم يقل العامل شيئاً ولم يسأل سيده عن سبب الزيادة.
وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى، فغضب سيده غضباً شديداً، وقال :
– سأنقص الدينار الذي زدته لأحمد.
وأنقصه، ولم يتكلم العامل، ولم يسأله عن سبب إنقاص راتبه. فاستغرب الرجل مِنْ ردة فعل الخادم، وسأله :
– زدت أجرك فلم تسأل عنه، وأنقصته لك فلم تتكلم ! ما قصتك يا أحمد؟
فقال العامل: عندما غبت المرة الأولى كان قد رزقني الله مولوداً. فحين كافأتني بالزيادة، قلت لنفسي هذا رزق مولودي قد جاء معه.
وحين غبت في المرة الثانية، كان السبب موت أمي رحمها الله، فعندما أنقصت الدينار، قلت لنفسي هذا رزقها قد ذهب بذهابها .
فتعجب رجل الأعمال من قناعة الرجل وإيمانه، وأعاد له الدينار فوق أجره.