وصايا السلطان
يحكى أن أحد السلاطين حضرته الوفاة، فاستدعى قائد جيوشه وقال له: أريد منك أن تنفذ لي ثلاث وصايا بعد موتي.
فسأله قائد الجيوش: وما هي يا مولاي؟
قال السلطان:
الوصية الأولى: أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي، ولا أحد غيرهم.
الوصية الثانية: أن يُنثر في طريق جنازتي من مكان موتي حتى المقبرة، قطع الذهب والفضة والأحجار الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي.
الوصية الثالثة: عندما ترفعونني في النعش أخرجوا يديّ من الكفن وابسطوهما خارجه .
قال له القائد: سننفذ وصاياك يا مولاي، ولكن ما المغزى منها؟
أجاب السلطان: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن!
أما من الوصية الأولى: فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في منعه حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا مكروه، وأن الصحة والعمر نعمتان لا يمنحهما أحد من البشر.
وأما من الثانية: فأن يعلم الناس أن أي وقت قضيناه في جمع المال، ليس إلا هباء منثوراً، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب.
وأما من الثالثة: فليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها كذلك.